حتى الآن يعتبر اليوتيوب المنصة الأشهر في عالم صناعة المحتوى المرئي. صحيح أن شبكات أخرى مثل تيك توك بدأت تظهر منافسة قوية لليوتيوب ولكن ما زال اليوتيوب هو المنصة المسيطرة على عالم محتوى الفيديو. أنا كنت قد بدأت صناعة ونشر الفيديوهات التعليمية الرقمية على قناة الريشة على اليوتيوب في شهر 6 من عام 2016، وأحببت أن أشارك معكم أشياء تعلمتها من تجربتي في صناعة المحتوى التعليمي على اليوتيوب.
اليوتيوب ليس للمحتوى التعليمي الرقمي الذي على شكل كورسات
منصة اليوتيوب ليست منصة مخصصة لنشر المحتوى التعليمي الذي على شكل مناهج، فإن كان هدفك هو الكسب المادي فلا تنشر كورساتك مجانا على منصة اليوتيوب لأن العائد المادي بالعادة يكون غير كاف لتغطية تكاليف عمل البرامج التعليمية. والأفضل أن تنشرها على مواقع بيع الكورسات، أو أن تبيع الكورسات من خلال موقعك مباشرة. يقول أحد اليوتيوبرز الأمريكان :
“YouTube is simply the wrong platform for educational programming” - Steve Ramsey - Woodworking for Mere Mortals
Source
أي ببساطة اليوتيوب منصة غير مناسبة لنشر المناهج التعليمية الرقمية، وهنا يتحدث من ناحية الكسب المادي. وهذا ينشر محتوى باللغة الانجليزية والذي أرباحه تكون أعلى من أرباح المحتوى العربي بكثير. ومن نشر مناهج وكورسات على اليوتيوب يدرك هذه الحقيقة مباشرة، ويدرك أن الناس يكون عندهم حماسة لمتابعة الكورس فيشاهدون أول فيديو والثاني والثالث ثم يقل عدد المشاهدات بشكل كبير على باقي أجزاء المادة التدريبية.
وهنا أحب أن أشارك معكم إحصائيات بعض الكورسات التي نشرتها عندي على قناة الريشة وكم كانت المشاهدات عليها وكم كانت أرباح هذه المشاهدات.
كورس برنامج Autodesk Maya
في هذا التدريب شرحت برنامج أوتوديسك مايا، البرنامج الشهير في عالم صناعة الرسوم المتحركة والتصميم الثلاثي الأبعاد، الكورس مكون من 57 فيديو، في المتوسط تقريبا 10 دقائق لكل فيديو. هنا تجد تفاصيل عن البرنامج التدريبي وهنا صورة مأخوذة من إحصائيات اليوتيوب فيها تلخيص لمشاهدات وأرباح هذا الكورس التدريبي.
كما تلاحظون من هذه الإحصائيات أن فيديوهات دورة Autodesk Maya حصلت على ما يقارب 692 ألف مشاهدة، و 36 ألف ساعة مشاهدة، وظهرت فيديوهات الدورة أمام الناس ما يقار 9.7 مليون مرة. ورغم هذه الأرقام فإن الأرباح فقط 392$ دولاراً أمريكيأً. وهذا المبلغ يعتبر لا شيء في عالم صناعة المادة التعليمية على الانترنت وحتى في ميزان الدورات الوجاهية التي تكون وجها لوجه. ولو وضعنا هذا الكورس بمبلغ 30$ وبعنا منه فقط 20 نسخة فسيعطينا 600$ أمريكي. يعني بيع عشرين نسخة فقط يعطيك ضعف المبلغ الذي كسبته من اليوتيوب.
إعلان
كورس برنامج بلندر Blender Course
في هذه الفيديوهات شرحت برنامج بلندر، برنامج صناعة الرسوم المتحركة المجاني المفتوح المصدر ويحتوي الكورس حتى الآن على 17 درس، متوسط طول الدرس تقريبا 15 دقيقة. هنا تفاصيل أكثر عن البرنامج وعن الدروس
وهنا صورة مأخوذة من إحصائيات اليوتيوب فيها ملخص لمشاهدات وأرباح فيديوهات دورة بلندر.
كما تلاحظ من هذه الصورة حصلت فيديوهات دورة البلندر على ما يقارب 600 ألف مشاهدة، و 45.4 ألف ساعة مشاهدة بمعدل 4 دقائق لكل مشاهدة، وظهرت الفيديوهات أمام الناس أكثر من 10 مليون مرة. وهذه الأرقام كانت أرباحها 578$ دولارا أمريكيا. ولو بعنا 30 نسخة من هذا الكورس بسعر 30$ لكانت أرباحه 900 دولارا أمريكيا. أنت متخيل هذه الأرقام؟ هذه الأرقام يعني أنه تقريبا كل ألف مشاهدة على اليوتيوب تعطيني دولاراً واحداً وهذا يعني إن دفع شخص واحد في الكورس 30 دولارا، يعني أنه أعطاني قيمة مادية أكثر من 30 ألف مشاهدة.
ربما يقول البعض وهل بيع 30 نسخة من الكورس عملية صعبة أم سهلة؟ هنا أقول ومن واقع تجربة قبل أن يكون عندي قاعدة متابعين على الانترنت أنه بقليل من التسويق من السهل جدا أن تبيع 30 نسخة من كورس تدريبي. وإذا عندك قاعدة متابعين على الانترنت فإنه من السهل أن تبيع عدد أكبر من النسخ وهذا يأخذنا إلى العنوان التالي في هذه المقالة.
المساهمة في نشر المحتوى التعليمي العربي
إذا أعجبتك الدروس والمقالات المنشورة وأحببت أن يكون هناك المزيد منها فيمكنك المساهمة في نشر المادة التعليمية التي بالعربية ليستفيد منها الناس. ويمكنك كتابة اسمك وموضوع الفيديو الذي تريد دعمه في خطوات الدفع وسأضعه في فيديو قادم كداعم للفيديو تحت الخانة المكافئة (برونزي، فضي، ذهبي). إذا لم تحدد موضوع الفيديو سأضع اسمك في أحد فيديوهات القناة.
ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع المحتوى التعليمي الرقمي على اليوتيوب؟
هنا قد يتساءل البعض: هل يعني كلامك السابق أنك تقول للناس لا تقدموا محتوى تعليمي رقمي على اليوتيوب؟ هنا أقول لو ركزت جيدا في العنوان السابق ستجدني أقول محتوى تعليمي على شكل كورسات وهذا يختلف كليا عن المحتوى التعليمي بشكل عام. المحتوى التعليمي الذي ليس مكانه اليوتيوب هو المحتوى الذي يهدف إلى تعليمك شيء معين مثلا تصميم، برمجة، نجارة، حدادة. فمنصة اليوتيوب فيها فرصة ممتازة جدا لمن أراد كسب المال من المحتوى التعليمي. ولكن عليك أن تغير نظرتك لقناتك التعليمية على اليوتيوب.
عليك أن تتخذ قناتك على اليوتيوب وحساباتك على باقي المواقع وخدمات التواصل الاجتماعي كمنصات للتسويق لكورساتك المدفوعة. وعليك أن لا تعتمد على الأرباح التي تأتي من إعلانات اليوتيوب، فهي أرباح قليلة جدا لا تكافئ الجهد الموضوع في صناعة الكورسات. وإذا أردت الاعتماد على إعلانات اليوتيوب فأنت تحتاج لملايين المشاهدات شهريا ولكي تحصل على هذا الكم من المشاهدات فأنت تحتاج لبذل جهد مضاعف خاصة إذا كنت تقدم محتوى تعليمي، وإذا وضعت هذا الجهد في كورسات مدفوعة فستحصل على عائد مادي أعلى بكثير.
هنا ربما تسأل كيف يعني أتخذ قناتي على اليوتيوب كمنصة لتسويق منتجاتي وكورساتي المدفوعة؟ الفكرة كالتالي أنت تقوم بتقديم مادة تعليمية عامة ومحتوى تعليمي عام في المجالات التي تتقنها ثم من خلال نشر هذه الفيديوهات على اليوتيوب تبدأ بتشكيل قاعدة متابعين لمحتواك. ثم تبدأ باستغلال الزيارات التي تأتي من خلال اليوتيوب لتوجيه الناس إلى كورساتك ومنتجاتك المدفوعة.
دعني أعطيك مثالا لنفرض أن عندك مهارات متعلقة بمجال تصميم تجربة المستخدم، فتبدأ بعمل فيديوهات عن هذا المجال وبعد أن يصبح عندك عدد من المتابعين ومئات المشاهدات تبدأ مباشرة بإعداد مادة مدفوعة، ثم تبدأ التسويق لها من خلال فيديوهاتك.
تحدثت في هذا الفيديو عن الموضوع
الحصول على زيارات أصعب من صناعة المحتوى، فَسَوِّقْ نفسك من خلال اليوتيوب وباقي وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث
في عالم الانترنت بشكل عام الحصول على زيارات أو ما يسمى “ترافيك” على موقعك أو على محتواك يعد أصعب من إنشاء المحتوى. يعني من السهل أن تسجل كورس ولكن من الصعب اقناع الناس بشراء المادة التدريبية الخاصة بك. تحتاج أن يكون عندك شيء يثبت أن عندك المقدرة الحقيقية على تقديم هذه المادة التدريبية. وهنا تأتي أهمية اليوتيوب وباقي وسائل التواصل الاجتماعي وأهمية النشر المجاني عليها، لأن هذه المواقع تعطيك “الترافيك” ويبقى عليك مهمة استغلال هذا الترافيك بطريقة صحيحة.
ومن أهم مصادر الزيارات في المحتوى التعليمي محركات البحث، لهذا عليك التركيز على موقعك الشخصي وكتابة ونشر مقالات بجودة عالية عليه، كذلك التركيز على محرك بحث اليوتيوب، وفي اليوتيوب بالتحديد عليك التركيز على خوارزمية اقتراح الفيديوهات والتي تعتمد بشكل أساسي على “معدل طول المشاهدة” يعني كم دقيقة شاهد المشاهد من الفيديو الخاص عندما دخل عليه، فكلما زاد هذا الوقت كلما زاد اقتراح فيديوهاتك للناس وبهذا حصلت على زيارات وترافيك أكثر.
إعلان
الطريقة الصحيحة لنشر المادة التعليمية الرقمية على اليوتيوب
في اليوتيوب إذا أردت تقديم محتوى تعليمي فلا تقم بتقسيمه إلى عدة فيديوهات، بل اجعل كل فيديو كاملا قائما بذاته يتناول الفكرة التي تريد إيصالها من أولها إلى آخرها. مثلا عندك مادة تدريبية مقسمة إلى 5 عنواين وكل عنوان يحتاج منك 10 دقائق فلا تقم بنشر 5 فيديوهات طول كل واحد 10 دقائق. بل قم بعمل فيديو واحد طويل طوله 50 دقيقة. واجعل التقسيمات داخل الفيديو نفسه ثم قم بتقسيم الفيديو إلى مقاطع في وصف الفيديو وذلك عن طريق خاصية في منصة اليوتيوب شرحتها هنا
السبب كما ذكرنا سابقا هو كيفية عمل خوارزمية اليوتيوب فهذه الخوارزمية تعمل كالتالي: بعد أن ترفع الفيديو على قناتك على اليوتيوب، تبدأ الخوازمية باقتراح الفيديو للمتابعين عندك (وهذا يختلف عن نظام الإشعارات)، ثم تبدأ بدراسة تصرف المتابعين وبالتحديد كم دقيقة شاهدوا من الفيديو، ثم بعد قليل تبدأ باقتراح الفيديو لآخرين غير متابعين لك ولكن تتوقع الخوارزمية أن هذا الفيديو قد يكون من ضمن اهتماماتهم. وهنا كلما زاد عدد الدقائق المشاهدة من الفيديو الخاص بك تزيد الخوارزمية من اقتراح الفيديو للناس. فعليك إذا عند صناعة فيديو أن تحرص على جذب المشاهد لأطول عدد ممكن من الدقائق وأن يكون محتوى الفيديو له فئة مستهدفة واسعة.
عليك إنشاء موقع انترنت خاص بك. ولا تخطئ مثلي
من أول يوم اجعل في خطتك إنشاء موقعك الخاص، واجعله المرجع الرسمي لك ولما تقدمه من محتوى. ودائما اربط الناس بموقعك الخاص وليس بحساباتك على السوشيال ميديا فقط. فهذه الحسابات أنت فعليا لا تملكها، وفي لحظة يمكن لهذه المواقع اغلاق حساباتك وحذف محتواك. لربما تقول ولكن أنا ألتزم قوانين هذه المواقع ولا أقدم شيئاً مخالفاً لسياسات المواقع. ليست مشكلة الحذف هي المشكلة الوحيدة، بل هناك مشكلة ثانية وهي تغير سياسات وطريقة عمل هذه المواقع.
دعنا نأخذ منصة يوتيوب كمثال، في منصة اليوتيوب خوارزمية اقتراح الفيديوهات والتي هي المصدر الرئيسي للزيارات، هذه الخوارزمية دائمة التغير وفي كل تغيير يجري عليها كثيرٌ من القنوات تخسر الكثير من الزيارات بالذات القنوات القديمة والكبيرة. والقنوات التعليمية تحتاج فترة طويلة لترجع كما كانت وما أن ترجع إلى قوتها في الزيارات حتى يتم تغيير الخوارزمية مرة ثانية. وأنت على يوتيوب تنافس كل أنواع المحتوى، فلا فرق عند خوارزمية اليوتيوب بين محتوى ترفيهي ومحتوى تعليمي. ومعظم الناس على اليوتيوب يدخلون لأجل الترفيه لا لأجل التعلم.
وهذا خطأ أنا وقعت فيه ولم أنتبه له إلا متأخرا، أن تركيزي كان على ربط الناس بقناة اليوتيوب، والصحيح كان علي أن أربط الناس بموقعي الخاص وجعله هو المرجع الرئيسي لي.
كذلك منصة اليوتيوب بعد أن بدأت ملاحقة المنصات الترفيهية البحتة مثل تيك توك، قامت باستحداث قسم الفيديوهات القصيرة، وهذا أدى إلى ضرب الزيارات والمشاهدات على القنوات التعليمية بشكل كبير. وكثير من القنوات التعليمية تشكو من ذلك. لو فكرت في الأمر ستدرك المشكلة مباشرة، كما تعلم الفيديوهات التعليمية بالعادة تكون فيديوهات طويلة لهذا لا تظهر في تقسم الفيديوهات القصيرة، وعندما يدخل المشاهد إلى قسم الفيديوهات القصيرة ويبدأ بالتقليب فكثير من وقته الذي كان يقضيه على يوتيوب في مشاهدة الفيديوهات العادية أصبح يذهب في تقليب الفيديوهات القصيرة. يعني جزء كبير من ترافيك اليوتيوب ذهب للفيديوهات القصيرة. وهنا كيف ستنافس القنوات التعليمية خاصة القديمة منها والتي كانت كل فيديوهات طويلة؟!
فهذا التغيير على منصة اليوتيوب أحدث ضررا كبيراً في المحتوى التعليمي على اليوتيوب، وبالمناسبة المحتوى التعليمي على يوتيوب شيء يميز المنصة عن باقي المنصات، فاليوتيوب أكثر منصة عليها محتوى تعليمي. وهنا بعد هذا التغيير ظهر الخطأ الذي وقعت فيه في جعل المرجع الرئيسي عندي هو قناة اليوتيوب وليس موقعي الخاص.
وهذا الكلام ليس فقط أنا من أقوله، بل أيضا يقوله بعض أصحاب القنوات الكبيرة التي تقدم محتوى تعليمي. مثلا قناة Smarter every day تحدث عن المشكلة في الفيديو المسمى YouTube is Changing - Smarter Every Day 266 عند الدقيقة 19:50 رغم أنها قناة تقدم محتوى تعليمي وليس كورسات تدريبية. بل محتوى تعليمي بطريقة ترفيهية تعطيك معلومات عامة ولا تعلمك مهارة محددة.
“I am now feeling a different pressure from YouTube, and that’s to upload shorts. to me, this seems like a race to the bottom. It’s an attempt to compete with Tik Tok, Instagram, Facebook, in this never ending pressure to turn us into mindlessly swiping animals, that just try to consume content rapidly without actually thinking. But I don’t want to do that. I want you to think when you watch a Smarter Every day episode. So I’m resisting shorts.”
“أشعر الآن بضغط من شركة اليوتيوب يدفعني إلى رفع فيديوهات قصيرة، يبدو أنه كسباق نحو الحضيض. في محاولتهم منافسة تيك توك وفيسبوك وانستغرام، في ضغطهم اللامنتهي علينا لتحويلنا إلى حيوانات غير مفكرة مشغولة في تقليب الفيديوهات القصيرة دون أي تفكير. ولكن أنا لا أريد فعل ذلك، أريدكم أن تفكروا في كل مرة تشاهدون فيها حلقة من فيديوهات قناتي سمارتر إيفري دي. لهذا أنا أقاوم الفيديوهات القصيرة”
ثم بعدها يعرض ملخصا لإحصائيات متعلقة بتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الصحة المجتمعية العامة وتأثيرها على الصحة العقلية والنفسية للشباب. وكانت شبكة اليوتيوب هي الشبكة الوحيدة التي كان تأثيرها إيجابيا في المعدل، بعكس كل الشبكات الأخرى والتي كان تأثيرها سلبيا. وهنا يقول أن شركة اليوتيوب في محاولتها اللحاق وتقليد تيك توك وفيسبوك وانستقرام تسابق نحو الأسوأ وليس نحو الأفضل.
ومشكلة أخرى في طريقة عمل شبكات التواصل الاجتماعي، هي أن خوارزمياتها تريدك أن تكون عبدا عندها تنشر عندهم محتوى بدون مقابل. هدفهم أن تبقى على منصاتهم لأطول فترة ممكنة، وبهذا إن توقفت عن النشر لأيام، يصبح محتواك القديم وكأنه غير موجود. لأن على هذه الشبكات دائما هناك من يغطي مكانك، ومن يدخل عليها يتوقع كل يوم جديد. فالمنشورات القديمة تصبح قديمة ولا أحد ينظر إليها، وهذه المشكلة لا تحصل على موقعك الخاص. فعلى موقعك الخاص يمكنك عرض محتواك بالطريقة التي تحب ومن سيدخل إلى موقعك بالتأكيد سيقلب أكثر من منشور لك، بعكس مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها منشورك لثوان أمام المشاهد، ثم بعدها يظهر منشور لشخص آخر.
انظر هنا إحصائيات من حسابي على لينكد إن، حيث توقفت عن النشر لخمسة أيام فهبطت مشاهدات المنشورات من 12 ألف مشاهدة إلى 700 مشاهدة. ثم عندما عاودت النشر بعد أيام قفزت إلى 19 ألف مشاهدة، وهذه أرقام عجيبة من 700 إلى 19 ألف. هذا كأنهم يقولون أنت فقط انشر عندنا ونحن سنعطيك مشاهدات وأرقام لا قيمة حقيقية لها.
إذا بعد كل هذه السنوات على يوتيوب هل حان موعد قول “وداعا يوتيوب”؟
نعم بعد ست سنوات أقول “وداعا يوتيوب” ولكن ليس بمعنى أنني سأتوقف بشكل كامل عن النشر على اليوتيوب، بل في المرحلة المقبلة بإذن الله تعالى سأركز أكثر على الموقع الخاص وأن يكون هو المرجع الرئيسي لأي شيء أنشره أو أكتبه على الانترنت.
نصيحة للذين يريدون بدئ قناة يوتيوب تعليمية
من يسألني هل تنصح بإنشاء قناة يوتيوب تعليمية، أقول له نعم أنصح بذلك فليس شرطا أن تكون تجربتك مثل تجربتي ولكن ما ذكرته فوق هو نصائح لك من مجرب. اهتم بالجانب المادي وكسب المال من أول يوم لأنه أكثر عامل يشجعك على الاستمرار. ومن الصعب جدا أن تستمر إن لم يكن هناك عائد مادي. والسبب أن الأمر مكلف ومتعب. ربما يقول البعض أنا نيتي وهدفي ليس المال ولكن نيتي أن أنفع الناس، أقول لك إن توفر المال ستنفعهم بشكل أكبر. إما إن لم يتوفر المال فستتوقف في منتصف الطريق. ربما يكون هناك حالات استمرت ولكن هذا ليس الطبيعي. الطبيعي أن المعظم توقف بسبب عدم وجود عائد مادي. ربما هذا الكلام لن يعجب البعض ولكن هذه الحقيقة.
وعليك أن تعلم أن الأمر صعب جدا، وقليل جدا من ينجحون وأنا هنا أعتبر نفسي حتى الآن من الذين فشلوا فالقناة حتى اليوم لا تغطي التكاليف المادية المنفقة عليها (الأدوات، والبرامج، والاشتراكات، والجهد . . . ). وفي كل مرة أتحدث فيه عن الموضوع يعترض علي بعض الناس ويذكرون قنوات ناجحة وتقدم محتوى تعليمي، ولكن إن جئت وعملت إحصائية لوجدتها قنوات قليلة جدا جدا، مقارنة بمن يحاول ولا ينجح. وليس من الصحيح أن تقول أن إنشاء قنوات تعليمية ناجحة سهل أو مشروع ناجح، لأن هناك عشر قنوات ناجحة ثم تغض الطرف عن المئات التي لا تنجح. عليك أن تعرف علام أنت مقبل وعليك أن تضع مسألة المال وكسبه من الأهداف المهمة التي تريد تحقيقها.
أخيرا أسأل الله لكم التوفيق وسعة الرزق، وأن يبارك لكم في أرزاقكم.
إعلان